الصديق وقت الضيق
خاطرة من كتاب اللعب في الوقت بدل الضائع – طبعة 2010 –
الكاتب أنس سمير أبو الهدى الخماش
عزيزتي لقد اصطنعت المسكنة والضعف والبلاهة المطلقة العمياء
خوفاً من الدخول في متاهات ودوامات وعراكات وانتقادات
وعلامات تعجب بكيف واستفهام
وخوفاً من الخوض في معارك وصراعات
كمؤتمرات القمة العربية عقيمة وذليلة يشوبها الغدر والتفكك والتوتر والانحياز
ومقت الصلح والاتفاق يداً بيد والاعتصام
يتمنى لها الانحدار والسقوط من أعلى عرش في السماء
إلى هوة الهاوية مسقط رأس الشيطان
وإحداث الفوضى في نفسها والإرباك
وقتلها كما كان في عهد غابر وسابق
كما كان يقتل المبشرون من الرسل والأنبياء
الخونة والحرس من الخدم والكلاب
الساخرون من العروبة والرب والأديان
الشامتون من القدر وقوافل دماء الشهداء
البائعون ضمائرهم وأعراضهم في سوق الجمعة في منتصف الظهيرة والأعياد
وكما قال الشاعر العربي القديم :
ليس الغبي بسيد قومه لكن سيد قومه المتغابي
وكما يعتقد الفيلسوف الهولندي الشهير ” ايراسموس ” : إن للغباوة مكانة مرموقة في حفظ العلاقات الأسرية والصداقات والأعمال ولولاها لتحولت الحياة الى جحيم
قمتنا في بدايتها تلفظ أنفاسها
وتلهث وتبتلع ريقها دوماً عقب إجراء عمليات الإجهاض لجنينها على مخدع الإنعاش
وعرضه في حقل المعارض كفأر تجارب
وتنتهي بالأحقاد ولا يسمع لها اصداء
سوى الشتم والسباب والوقاحة وقلة الحياء
الحقوق محفوظة للمؤلف
جميل ورائع… تبارك الله أحسن الخالقين…