(الأقصى الشريف) – خاطرة من كتاب البستان – طبعة 2013 –

الكاتب أنس سمير أبو الهدى الخماش

الأقصى أقصانا وأقصى كل مسلم حرٍّ طاهرٍ شريف

الأقصى أقصانا جريح وبالدماء ينزف ويستغيث

الأقصى أقصانا عنيد وبالقنابل والأسلحة الفتاكة محاطٌ وقتيل

الأقصى أقصانا مجاهدٌ ومقاوم وشهيد في زمن غريب

وعلى الألغام المتفجرة يقف ويحيا لاغتياله وهو شامخ عزيز

يا أقصى يا بطلُ يا حرُّ يا مسكين يا عاجزٌ يا وحيدٌ يا شريد

ستون عاماً وأنت محتلٌّ وأسير

ستون عاماً من نعمة الإسلام والتكبير محروم

يا أقصى يا أقصاي حبك منحوت بالفؤاد والوريد

حبُّك يا أقصى أرّق كبدي وليلي وأغشاه بالحمى والحريق

حبُّك يا أقصى أتعبني ولم يعُد لي صباحٌ مشرقٌ وهواءٌ نظيف

أحيا وأعيش على الهمِّ والقلق والتنكيد

أعاني وأعاني الخزيَ والعارَ والتنكيل

سواء كان ذلك من صهيون ومن عرب أو مسلمين

لم أعُدْ هاوياً أو محترفاً للعب وأنا طفل صغير

فعلتُ لأجلك كلَّ شيء حتى الدعاءَ والصنعَ العجيب

وما زادني ذلك إلا حزناً وجنوناً وتلطيم

ماذا أصنع يا صديقي وقد غدر بك الصديق والحبيب

قاموا بتسليمك – أبناءَ جلدتنا وأبناءَ حيّيْنا- عرباً ومسلمين

إلى صهيون بلا وجه حق وضمير وتأنيب

فياليت كلماتي تنتحر عند سورك قبل ان ألقاك وتلقاني بالأسى والتجريح

ياليتني يا صديقي أموت قبل رؤياك تحتضن وتذود وحدَك عن بيت إبراهيم عليه السلام والنبيين

والله يا أقصى ما نسيناك يوماً ونحن بين الموت في سجن وإعدام رهيب

يا سيدي من بعدك كل صلاة لنا بصلاة ودعاء وتسبيح

يا سيدي لقد أصابنا الضيم بعدك كما أصابك الضيم

وأنت في أحضان العُرِس المُخيف

يا أقصى يا أقصاي، أقسم أن ما بيدي شيء أقدمه بعدما حاصرَنا عربُنا سوى انتظارِ سيدنا المهديِّ والمسيح

يا سيدي لقد ضاقت علينا الدنيا من بعدك وأصبحت ظلاماً حالكاً مصاحباً بدخان أسود كريه

يا سيدي أنا وأطفال الحجارة لا نفرح ونبتسم إلا في يوم العيد

وأين هو العيد؟!!

يا سيدي لا نملك سلاحاً للمقاومة والانتفاضة لنجدتك ونجدة فلسطين

فليدعْنا العربُ والمسلمون وشأنَنا فنحن بعون الله وحدَنا قادرون على تحرير أقصانا من براثن وفساد أبناء القردة والخنازير

وليصافحوا بالأحضان بحرارة من شاؤوا وكيف شاؤوا أجمعين

وليسالموا من شاؤوا من أعداء الله فإنه ليس من إسلامنا وعروبتنا أن نذيق الأقصى وأبناءه طعم الذل من جديد.

وليعلموا بأنهم غير قادرين على القضاء على كل فدائي وفدائية يؤمنون بالنصر والشهادة والتحرير

الأقصى أقصانا يئنُّ ويصيح وبالأغلال مقيدٌ وطريح

الأقصى أقصانا خاشع ناسك بالليل

صائم نهاره يدعو ربه على أول من أطلق الشرارة لاحتلاله واحتلال بلاده من قبل الفاجرين

وعلى كل حاكم خائن يدّعي النخوة والشهامة والعروبة والإسلام،

والله ورسوله براء منه ومن فعله الشنيع

ووهن الشعوب الإسلامية والعربية في الدفاع عن القدس والمرابطين

دلالةً على ضعف العقيدة والبعد عنها وفقدان الغيرة والنخوة العربية التي فطر عليها المسلمون

وهو ابتلاء ودليل على حب الله له ولشعبه الممجد الكريم

سيلاقوا ويجدوا أن عذاب الله وغضبه حق في أول مساكنهم في أول دار لهم للعذاب والتمحيص

في قبورهم المحمية بالحرس الشرير

وسيرون حقاً أن ملائكة العذاب لن تتنزل إلا على كل قاتل خائن أفاك لئيم

أذاق الأقصى وشعبَه الويلاتِ والنكباتِ والعذابَ المرير

الأقصى سجدة في جباه الأولياء الصالحين

الأقصى غيث من السماء لصحراء عقيم

الأقصى وردة زكية وريحانة من جِنان النعيم

الأقصى من أطهر وأقدم وأعز بيوت الله في الأرض كان أمْ في عليين

الأقصى من الرجال الشرفاء الأحرار الذين تربوا في أحضان القانتات ودور الرسل والنبيين

الأقصى حافٍ عارٍ من النقص والهوى والجور والتضليل

الأقصى عربي وموطئ قدم ومسرى لأشرف من حطت بديارهم القوم والمرسلين

الأقصى وحدة والوحدة لا تكتمل الا بخلافة الدين

وعلى رأسها أمين السر الأقصى المؤمن التقي الشريف

الأقصى عين يحرسها الله القوي المتين

الأقصى شريف طاهر مقدَّس ما دنّسه قوم إلا عاقبهم الله بعقاب مُقيت

الأقصى أقصى وسيبقى مقصياً عن عين كل جبان ونذل وحقير

الأقصى أقصانا حُرٌّ ولن يُسلِّم راية الأنبياء ومسرى نبيه

الأقصى أقصانا حُرٌّ وسينهض كما عهدناه أيام الكرد وقائدنا صلاح الدين

الأقصى أقصانا حُرٌّ ولن يرضى لأبنائه أن يعَيَّروا بأنهم لاجئون ومشردون

الأقصى أقصانا سيتحد مع الحرمين ثلاثاً ويؤمّنون على دعاء النبي والرسول

بأن أرض فلسطين ستبقى خالدة ولن يضير أهلَ الحقِّ المشركون

الحقوق محفوظة للمؤلف